الرحلات إلى سنغافورة
من الصعب تصديق ذلك، لكن مر وقت كانت فيه الرحلات الجوية إلى سنغافورة مجرد محطة توقف في الطريق إلى وجهات أخرى. لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة اليوم، وهذه المدينة المثيرة للإعجاب قد أعادت تكوين نفسها على شكل مدينة عالمية صاخبة وواحدة من أكثر الوجهات إثارة في آسيا.
سنغافورة هي موطن لمفاخر معمارية مذهلة مثل فندق مارينا باي ساندز، محور المدينة الشهير الذي يضم أعلى مسبح لا نهائي المشهد في العالم. ولكن على الرغم من كل حداثتها، فقد احتفظت المدينة بالكثير من جمالها الطبيعي، من واحات المناطق الحضرية مثل "غاردنز باي ذا باي" و"حدائق سنغافورة النباتية"، إلى الحياة البرية في حديقة سنغافورة للحيوانات. والتي تعتبر إلى حد كبير واحدة من أفضل حدائق الحيوانات في العالم، فالحيوانات تنمو هنا في تسييج طبيعي بدلاً عن الأقفاص. بالإضافة إلى هذا، لا يزال بإمكانكم في خضم كل ذلك أن تجدوا أموراً تذكركم بالماضي، مثل مقاهي الشاي والمعابد القديمة.
ثم مرة أخرى، بالنسبة لكثير من المسافرين، ليست زيارة سنغافورة كثيراً حول ما تشاهدونه بقدر ما هي حول ما تتناولونه من الطعام. لدى وجهة عشاق الطعام هذه واحداً من أكثر مشاهد الطهي تنوعاً وسحراً في العالم - ستتنافس الأطايب الماليزية والهندية والصينية والأوروبية والشرق أوسطية على جذب انتباهك. يوجد في سنغافورة مطاعم ومقاهي تناسب جميع الميزانيات، سواء كنت تحتفل بمناسبة خاصة في مطعم جان الحائز على نجمة ميشلين أو تلتهم زبدية رخيصة من معكرونة لاكسا من أحد أكشاك ماكسويل رود هاوكر سنتر.
حالما تنتهي من وجبتك، هنالك ما يكفي من الصالات التي تفتح حتى ساعات متأخرة وأماكن حياة ليلية لإبقائك مرفهاً حتى ساعات الصباح الأولى. وعندما ترغب فعلاً بالاسترخاء والنقاهة، ما تعرضه سنغافورة من فنادق مثير للإعجاب حقاً. العديد من خيارات الإقامة التي فيها هي وجهات بحد ذاتها، مثل رافلز سنغافورة التاريخي، حيث تسكع فيه يوماً ألفريد هيتشكوك وإرنست همنغواي (ولو ليس معاً). وفضلاً عن سلاسل الفنادق الفخمة، هنالك أيضاً فنادق صغيرة متوسطة الأسعار وبيوت الشباب للسياح الجوالين لتلبية أصحاب الميزانيات الأكثر تواضعاً.